“قضية شراكسة سورية تمس باعتبار روسيا”

موسكو/وكالة أنباء القفقاس ـ قال عضو المجلس الفدرالي الروسي البيرت كاجاروف إن تهيئة المناخ الملائم لعودة شراكسة سورية إلى الوطن الأم أمر يمس باعتبار روسيا. وأكد كاجاروف في لقاء أجرته معه أولغا ألينوفا من صحيفة كومرسانت ونُشر بتاريخ 20 شباط/فبراير 2012 على أن الإدارة الروسية مهتمة بوضع شراكسة سورية عن كثب رغم أنها لم تعلن بعد عن موقفها الرسمي من الأمر.

ـ ما هو الموقف الرسمي للإدارة الروسية حاليا من قضية عودة الشراكسة؟

لم تعلن بعد الإدارة المركزية عن موقفها الرسمي من هذا الصدد إلا أنها مهتمة به بالتأكيد. وبحسب ما أعلم فقد أُوكلت لوزارة الخارجية الروسية والدائرة الفدرالية لخدمات الهجرة مهمة بحث الأمر وتقديم مقترحاتهما حياله. إلى جانب ذلك تُطلق الجمهوريات (القفقاسية) مبادرات رسمية بهذا الخصوص حيث تقدم البرلمان الأديغي ورئيسي القبردي ـ بلقار والقرشاي ـ شركس بطلب إلى الإدارة الفدرالية المركزية لمساعدة أبناء الوطن على العودة والاندماج.

هناك أيضا بعض المصاعب التي يجب التغلب عليها وإن كانت أقل أهمية من هذه المشاكل فالحصول على تأشيرة ـ على سبيل المثال ـ أمر مكلف جدا في سورية وهو ما يجعل من الصعوبة بمكان على العائلة كبيرة العدد السفر. لكني آمل أن يتم حل هذه المشكلة قريبا بشكل أو بآخر.

 ـ زار وفد من شراكسة سورية روسيا فهل سيتوجه وفد من روسيا إلى سورية؟

تم تشكيل مجموعة عمل في القبردي ـ بلقار ومن إحدى الأمور التي أوصت بها إرسال وفد إلى سورية للإطلاع على الوضع هناك عن كثب إلا أن هذا الأمر مجرد توصية فقط فوزارة الخارجية الروسية هي الوحيدة المخولة بإعطاء قرار يخص السياسة الخارجية أما الجمهوريات فليست لديها صلاحيات من هذا النوع.

فيما يخص الوفد الشركسي الذي قدم من سورية فقد ضم الوفد أشخاصا مؤثرين هناك مثلوا خلال الزيارة مصالح المهجر بأسره كما التقوا بمسؤولين من الجمهوريات الثلاث (القبردي ـ بلقار ، الأديغي ، القرشاي ـ شركس) التي يقطنها الشراكسة.

ـ ماذا سيحصل إذا لم تتمكن روسيا من العثور على حل بشأن قضية العودة؟

ما حصل في التاريخ هو التالي: لقد غادر هؤلاء الأشخاص روسيا قبل 150 عاما وهي إذا ما استقبلتهم الآن وأحسنت استقبالهم فإنها تكون قد أظهرت جانبها الخيّر.

ـ لكن يبرز في روسيا شعار "لقد أشبعتم القفقاس كفى" ألا يمكن أن يتسبب هذا الشعار الذي يلقى شعبية ورواجا في روسيا بمشاكل داخلية إضافية بشأن عودة الشراكسة؟

أجل لدينا الكثير من المشاكل لكن يمكن حلها جميعا. الأمر المطروح حاليا هو ليس كم المشاكل بل كيف يجب حلها. إذا لم تتمكن روسيا من فعل ذلك فإننا سنكون قد أعطينا الفرصة لم ينتقدنا لينتقدنا هذه المرة بشأن شراكسة سورية. هذا الأمر على قدر كبير جدا من الأهمية لأنه يمس اعتبار روسيا ، أضف إلى ذلك أن بعض الدول قد أعربت عن استعدادها لاستقبال شراكسة سورية.

ـ هل تقصد جورجيا؟

لقد تم إنشاء مخيمات للاجئين في كل من الأردن وتركيا وجورجيا إلا أن الأمر ليس مجرد إقامة البعض مخيمات للاجئين. روسيا ذات تجربة في حل هذه المشكلة فهي قد اتخذت قبل 14 عاما قرارا بشأن اللاجئين (الشراكسة) الذين قدموا من كوسوفو ونجحت في ذلك وهؤلاء يقطنون روسيا منذ سنوات طوال ولم يتورطوا بأي جريمة أو فعل شائن خلال تلك الفترة وهم يشكلون نموذجا رائعا لكل من تساوره المخاوف حيال العائدين. وأنا أعتقد أن جميع الأوساط الشركسية تكن الشكر والتقدير لروسيا على موقفها ذاك.