خطة إغلاق الجامعات تثير الذعر في القفقاس

خطة إغلاق الجامعات تثير الذعر في القفقاس مايكوب/نالتشك/شركسك/وكالة أنباء القفقاس ـ أثارت خطة وزير التعليم الروسي أندريه فورسينكو "تقليم" بعض الجامعات بحجة أنها لا تجدي نفعا ذعرا في شمال القفقاس.

وكان فورسينكو قد قال في تصريحات سابقة أن زهاء 80% من مؤسسات التعليم العالي في الفدرالية الروسية البالغ عددها حوالي الألف لا تضفي جديدا ولا تساهم بالحياة العلمية للبلاد وبأن نسبة لا تتعدى 15ـ20% فقط من الجامعات لديها المقدرة على التنافس. وقال الوزير الروسي أنه يجب ألا يبقى سوى 50 جامعة و150ـ200 معهد على الأكثر وبأنه يجب إغلاق الجامعات التي تفتقر للقدرة على التنافس أو إلحاقها كفروع بالجامعات المنتجة. 

وفي أعقاب هذه التصريحات أعلنت وزارة التعليم في القبردي ـ بلقار عن خفض عدد الكادر التعليمي للجامعة الحكومية. وكانت الوزارة قد أعلنت سابقا أن الجامعة الحكومية لن تغلق رغم عدم تمكنها من دخول قائمة الخمسين الأوائل في مسابقة أقيمت عام 2007 لتقييم أداء الجامعات. وقالت إيرينا دوكشوكوفا المسؤلة في الوزارة أن نتائج المسابقة ستلعب دورا في تحديد مصير الجامعات دون أن يكون تأثيرها قطعيا. ورغم أن بعض المدرسين يسلمون بسوء المستوى التعليمي للكليات التابعة للجامعة الحكومية في القبردي ـ بلقار إلا أنهم يعتقدون أنه لن يتم المساس بها لمخاوف سياسية.  

القرشاي شركس: لا غنى لنا عن جامعاتنا  

وفي القرشاي ـ شركس شددت وزيرة التعليم إيرينا شابوفالوفا على الأهمية القصوى التي تحملهما الجامعة الحكومية وجامعة التكنولوجيا الحكومية في القرشاي ـ شركس معربة عن رفضها فكرة إغلاقهما. كما تحدثت عن الصعوبات التي واجهتها هاتين الجامعتين منذ تأسيسهما وحتى الآن وأكدت ضرورة الحفاظ على وضعهما قائلة: "في الخريف المقبل سيكون قد مرة سبعين عاما على تأسيس الجامعة الحكومية. حتى التسعينات من القرن الماضي كان هذا المكان معهدا وقد تحول فيما بعد إلى جامعة كما هو شأن العديد من المؤسسات التعليمية في البلاد. لقد كان تأسيس الجامعة أحد الإجراءات التي تساعد على حفظ التوازن في القرشاي ـ شركس ذات الأقوام المتعددة. كما هو معروف شهدت البلاد الكثير من الحوادث المأساوية حيث هُجر شعب القرشاي وعانى الشركس من ويلات الحروب في القفقاس واضطروا لترك أوطانهم التاريخية وتعرض النوغاي للملاحقات على مدى قرون كما تحمل الأبزين الكثير فيما مضى وغادر الروس وطنهم الأم وقدموا كأخصائيين للقرشاي ـ شركس لأنها كانت تفتقر إلى خبراء. إضافة إلى ذلك يقطن في الجمهورية الأوسيت كما جاء إليها الأرمن والأذريين في عهد البروستروكيا. إن هذا البلد بحاجة للوقوف على قدميه. مع الوقت ستزداد الاستثمارات في البلاد ويتطور قطاعي الاقتصاد والسياحة ويزداد عدد الراغبين بالمجيء إلى هنا للعمل. إن أفضل مورد للأيدي العاملة هو شعب البلد نفسه وإن تطور شمال القفقاس مرهون بارتقاء مستواه التعليمي. بوسعنا التخلص من الكثير من المشاكل التي نعاني منها برفع المستوى التعليمي لدينا".  

الأديغي قلقة 

أما الأديغي فأعربت صراحة عن مخاوفها من احتمال فقدها جامعتيها الحكوميتين وذكرت مصادر حكومية أن مصير الهيئات التعليمية لا يزال في "علم الغيب". وتحدثت نائبة وزير التعليم ماريا علييفا قائلة: "لا شك أن وجود هيئات تعليمية كجامعة الأديغي الحكومية وجامعة التكنولوجيا الحكومية يحمل أهمية قومية للبلاد فبفضلهما يتمكن الكثير من المواطنين من الحصول على التعليم دون الذهاب إلى الخارج. ويصعب القول حاليا ما إذا كانت هاتين الجامعتين ستدخلان لائحة أفضل خمسين جامعة في البلاد أم لا لكني أود ذلك كثيرا". يشار إلا أنه إضافة لهاتين الجامعتين يوجد في الأديغي ثمانية فروع لهيئات تعليم عالي روسية.