رفض اقتراح الإدارة الدينية حول إعداد قوائم بأسماء المترددين على الجوامع في الأديغي

رفض اقتراح الإدارة الدينية حول إعداد قوائم بأسماء المترددين على الجوامع في الأديغيمايكوب/وكالة أنباء القفقاس ـ تقدمت الإدارة الدينية للأديغي وكراسنودار كراي باقتراح غريب خلال اجتماع عقد في قرية ستاروبجيغوكاي، فقد اقترحت الإدارة إعداد قوائم بأسماء الأشخاص الذين يتردون على الجوامع في قرى الأديغي.

وطرح الاقتراح ممثل الإدارة الدينية نجم الدين أباظة الذي درس في المملكة الأردنية الهاشمية. وذكر موقع قفقازكي أوزيل أن الاجتماع حظي باهتمام كبير ونقل الموقع عن إمام جامع ستاروبجيغوكاي كازبيك محمودوفيتش حوتقو قوله ان جميع سكان القرية تقريبا شاركوا فيه.

أسباب الرفض

وحول سبب رفض السكان اقتراح الإدارة الدينية قال محمودوفيتش حوتقو أن سكان القرية اعتادوا حل مشاكلهم بأنفسهم دون مساعدة أحد وبأنهم لا يشعرون بحاجة لإجراء من هذا القبيل.

كما ذكر شخص يدعى حوتقو كان رئيسا للطهاة في فرع لأحد المطاعم المنتشرة في كراسنودار أن القرويين سيتخذون بأنفسهم التدابير اللازمة في حال وقوع أحداث مشابهة لأحداث نالتشك 2005 واسترسل بالقول: "إن الآباء والأمهات يخشون تكرر الأحداث المأساوية التي شهدتها نالتشك وهم يضخمون هذا الأمر بلا داع ويشعرون بالقلق من أن يمارس أبناؤهم فعاليات دينية. من جهة أخرى أود القول أني شخصيا لا أثق بالإدارة الدينية في الأديغي وكراسنودار كراي وهناك آخرون ممن يشاركوني رأيي هذا. إننا لا نريد أن نُحكم من الخارج فنحن نستطيع تدبر أمورنا بنفسنا دون مساعدة أحد كتوسيع مقبرة القرية أو ترميم الجامع أو غيرها. لدينا قواعدنا ونظمنا الخاصة التي تسود جامعنا وأنا لا أسمح للملتحين الأجانب بدخوله كي لا يجلبوا لنا قواعدهم ويؤثروا على الشبان الآخرين".

يشار إلى أن جامع ستاروبجيغوكاي يعتبر من الجوامع التي قليلا ما يرتادها الشبان المتدينون في القرية، وهم قلة ضئيلة، حيث أنهم يفضلون الذهاب إلى جامع يابلونوفسكي الواقع على بعد 4 كيلو متر لأداء صلاة الجمعة.

وقال عسكر أيداميروفيتش سوفميز وهو من مرتادي الجامع باستمرار ومن الذين صوتوا ضد إعداد القوائم في الاجتماع أنه رفض الاقتراح لأنه رأي فيه محاولة لإبعاد السكان عن عاداتهم وقرار يتخذ من الأعلى دون النظر ما إذا كان السكان بحاجة له أم لا وواصل حديثه بالقول: "يجب ألا تصلنا تأثيرات خارجية (أعني بالخارج تركيا أو الأردن وغيرهما). نحن نريد أن نعيش الإسلام وعاداتنا في آن معا وأن نعيش الدين كما عاشه أجدادنا. إننا لا نؤيد "المسلمين الجدد" الذين يريدون دفعنا للتخلي عن عاداتنا التي ورثناها منذ قرون ويريدوننا أن نتبع الإسلام فقط. فعلى سبيل المثال هم يدعون لإنهاء مراسيم العزاء في اليوم الثالث دون إقامة مراسيم في اليوم السابع والأربعين للوفاة كما هو متأصل في عاداتنا وتقاليدنا. عام 1998 كان لا يوجد في الأديغي سوى منظمتين دينيتين أما اليوم فهناك 126 منظمة كل واحدة منها تحاول جذب الدين إليها".

كما لفت أيداميروفيتش سوفميز للاختلافات التي تقع بسبب اختلاف تفسير الدين وضرب المثل بعائلته قائلا: "لقد أخذت معتقداتي الدينية عن والدتي أما ابنتي وابنة أخي فتعلمتا الدين عن أشخاص آخرين لهذا السبب ظهرت الفروق. ما الذي يمكن قوله بخصوص التصورات المختلفة للإسلام في الجوامع المتعددة في المنطقة؟ إن الشبان في بلدتي يابلونوفسكي ونوفايا أديغية مختلفون كل الاختلاف فهم لا يريدون قبول عادات شعبهم ولا احترامها".