في داغستان حتى الدفاع عن المعتقلين بات جريمة

في داغستان حتى الدفاع عن المعتقلين بات جريمة

محج قلعة/وكالة أنباء القفقاس ـ قالت رئيسة لجنة الأمهات الداغستانيات جولنار روستموفا أنه من المتعذر العثور على محام لمتابعة قضايا الأشخاص الذين تعتقلهم قوات الأمن وبأن المحامين الذين يلجأ إليهم ذوو المعتقلين يرفضون استلام الدعاوى.

وتحدثت روستموفا، التي تتعرض هي أيضا للكثير من الضغوطات والتهديدات بسبب بحثها عن أبنائها الذين "اختفوا"، تحدثت عن المشاكل التي واجهتها عائلة شخص يدعى غيرمان خيديروف اعتقل في مدينة كاسبيسكي بتهم ملفقة. وذكرت رئيسة جمعية الأمهات الداغستانيات أن هذا الأخير خرج من منزله في الثالث عشر من مارس/آذار الماضي وهو يحمل كيسا أسودا وضع داخله حذائه الرياضي الذي كان يعتزم إصلاحه إلا أن خيديروف لم يعد مساء ذلك اليوم إلى منزله مما دفع زوجته وأولاده للبحث عنه طيلة الليل دون جدوى. وفي مساء اليوم التالي حضرت مجموعة من عناصر الأمن إلى منزل خيديروف وأخبرت عائلته بأنه كان يمشي في الشارع بشكل مريب و يتلفت حوله مما أثار ريبة رجال الشرطة فقاموا بإيقافه وطلب أوراقه الثبوتية وتفتيشه ليجدوا موادا متفجرة داخل الحذاء الذي كان يأخذه لمصلح الأحذية فقاموا باعتقاله على الفور!

ووسط ذهول عائلة خيديروف لدى سماعها هذه التصريحات دخلت عناصر الشرطة إلى المنزل مبرزة قرارا من المحكمة يقضي بتفتيش المنزل ودخلوا إليه ليجدوا في غرفة خيديروف ورقة تشرح طريقة صنع القنابل! ولم تقنع هذه الذرائع الملفقة عائلة خيديروف التي توجهت إلى مديرية الأمن بعد يومين من اعتقال خيديروف محاولة مقابلته إلا أنها لم تتمكن من ذلك كما لم تتمكن أيضا من مقابلة المحامي الذي عينته الدولة للدفاع عنه. وقامت عائلة خيديروف بالبحث عن محام لاستلام ملف القضية إلا أن محاولاتها ذهبت أدراج الرياح إذ أن كافة المحامين رفضوا استلام القضية. وفي نهاية المطاف تمكنت العائلة من العثور على محام "شجاع" يدعى عزيز قوربانوف. وقال هذا الأخير في تصريحات أدلى بها لوكالة أنباء قفقازكي أوزيل أن زملائه يتهربون من استلام هذا النوع من القضايا لسببين أولهما هو اعتقاد بعضهم بأن الأشخاص المعتقلين هم بالفعل أعضاء في تشكيلات مسلحة غير قانونية أما السبب الثاني فيرجع إلى أن المحامين الذين يتمكنون من كسب هذا النوع من القضايا تتهمهم الحكومة الداغستانية ووحدات الأمن بتهمة تأييد المقاتلين.