المهجر القفقاسي يستنكر بشدة محاولة تسليم تركيا عبد العظيموف لروسيا

المهجر القفقاسي يستنكر بشدة محاولة تسليم تركيا عبد العظيموف لروسيااسطنبول/وكالة أنباء القفقاس ـ نظم "المنتدى القفقاسي" أمس الأحد مظاهرة في منطقة بي أوغلو المركزية في اسطنبول تعبيرا عن احتجاجهم على محاولة تسليم تركيا اللاجئ الشيشاني عمران عبد العظيموف (51 عاما) لروسيا.

وكانت عناصر من الأمن التركي قد اقتادت عبد العظيموف يوم الجمعة الماضي إلى المطار رغما عنه لترحيله قسرا إلى موسكو إلا أنه قام في اللحظة الأخيرة بتمزيق جواز سفره مما دفع قوات الأمن لوضعه على الأرض وتكبيل يديه. واعتُقل عبد العظيموف من المنزل الذي يقيم فيه في اسطنبول وتم احتجازه لدى فرع الأجانب في مديرية الأمن التركي بعد إلغاء إذن الإقامة الذي مُنح له وإصدار وزارة الداخلية قرارا بتسليمه لروسيا. بالمقابل لا يزال إذن الإقامة الذي منح لزوجته وأولاده الأربعة ساريا. وقد لعب عبد العظيموف دورا هاما في قيادة المقاومة الشيشانية حتى إصابته عام 2002 بجراح خلال الحرب.

وشارك في المظاهرة زوجة عبد العظيموف وأولاده الأربعة وحوالي مائة شخص من أبناء المهجر القفقاسي في تركيا.

وتلا المتظاهرون بيانا صحفيا شجبوا فيه القرار مشيرين إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تتخذ فيها الحكومة التركية قرارا كهذا منذ بداية الحرب بين روسيا والشيشان وشدد المتظاهرون على أن هذا القرار يعني "أن تركيا قررت إرسال الشيشانيين إلى الموت" وجاء في البيان: "إننا نشجب الحكومة التي باتت تعامل الشيشانيين كـ "إرهابيين" و"مذنبين" بعد أن كانت تصفهم بـ "الأبطال" و"أشقائنا" عندما كانت هذه العبارات تخدم مصالحها! إن الشيشانيين الذين تحاولون إعادتهم إلى روسيا وتكبلون أيديهم وتسحبوهم على الأرض وتسوقوهم للتعذيب والموت وأنتم على معرفة تامة بذلك ليسوا وحيدين".

وأكد البيان على أن عبد العظيموف سيتعرض للتعذيب والقتل في حال تسليمه لموسكو.

وناشد البيان في الختام رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بعدم تسليم عبد العظيموف لروسيا مذكرين بتصريحات كان قد أدلى بها قبل بضعة أشهر وقال فيها إنه "لا يمكن وصف الشيشانيين في تركيا بالإرهابيين".

وعقب تلاوة البيان الصحفي قال محامي عائلة عبد العظيموف إن القرار يتناقض مع حقوق الإنسان والحريات الأساسية مؤكدا أن أي اتفاق سياسي أو اقتصادي مع روسيا ليس أغلى من حياة عبد العظيموف.

من جانبها أكدت زوجة عبد العظيموف وأولاده وأقرباؤه أن عمران عبد العظيموف سيُقتل في حال تسليمه إلى روسيا مشيرين إلى أنه لم يتم إلغاء قرار التسليم وإلى أن الإجراءات لا تزال مستمرة حيث أنه محتجز في فرع الأجانب في مديرية الأمن باسطنبول لحين الانتهاء من إتمام الإجراءات. وناشدت عائلة عبد العظيموف جميع المسلمين في تركيا عدم اتخاذ موقف المتفرج إزاء ما يجري.

وردد المتظاهرون شعارات على نحو "الشعب الشيشاني ليس وحيدا"، "تسليم عبد العظيموف إلى روسيا جريمة"، "لا يمكن منع حق اللجوء!"، أيتها الحكومة لا تشاركي بالجريمة". وتفرق المتظاهرون من ثم بشكل سلمي.

وتزامنت هذه المظاهرة مع مظاهرة أخرى شدتها ساحة بيازيد احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي خلف حتى الآن أكثر من 1100 قتيل وجريح.

يشار إلى أن عمران عبد العظيموف قدم أول مرة إلى تركيا عام 2002 للعلاج من جراح أصيب بها خلال الحرب وغادر تركيا بعد ذلك إلى أذربيجان التي أقام فيها كلاجئ. وفي شهر آذار/مارس من العام الجاري عاد مجددا إلى تركيا ولحقت به عائلته بعد شهرين.